الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَا يَنظُرُ هَـٰٓؤُلَآءِ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ مَّا لَهَا مِن فَوَاقٖ} (15)

وهي التي يقول الله جل وعز : { وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق }{[58091]} .

وقال ابن عباس : { فواق } ترداد{[58092]} . وعنه : من رجعة{[58093]} وقال مجاهد : ( من رجوع ){[58094]} .

وقال قتادة : من مثنوية ولا رجوع ( ولا ارتداد ){[58095]} .

وقال السدي : معناه : ما لهؤلاء المشركين بعد ذلك من إفاقة ولا رجوع إلى الدنيا .

وقال ابن زيد معناه{[58096]} : ما ينتظر هؤلاء المشركون إلا عذابا يهلكهم{[58097]} .

فالصيحة عنده : العذاب .

{ ما لها من فواق } أي لا يفيقون منها كما يفيق الذي يُغشى عليه{[58098]} .

وأصل هذا من فواق الناقة ، وهو ما بين الحلبتين من الراحة . فالمعنى : ما لها من راحة ، أي : لا يروحون حتى يتوبوا ويرجعوا عن كفرهم .


[58091]:أخرجه الترمذي في أبواب صفة القيامة باب ما جاء في الصور ج 9/260 وقال: حديث حسن صحيح، والدرامي في كتاب الرقاق باب 79 ج 2/325، وأحمد 2/192 كلهم بمعناه عن عبد الله بن عمرو. وأخرجه ابن جرير في جامع البيان 23/84 عن أبي هريرة.
[58092]:انظر: جامع البيان 23/84، وجامع القرطبي 15/156.
[58093]:انظر: جامع البيان 23/84، والدر المنثور 7/147.
[58094]:انظر: تفسير مجاهد 2/548، وجامع البيان 23/34 حيث ورد بلفظه.
[58095]:ع: استرداد انظر: جامع البيان 23/84، وجامع القرطبي 15/156.
[58096]:ساقط من ح.
[58097]:انظر: جامع البيان 23/84.
[58098]:لعل الأسلم القول، إلا كما يفيق.