غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَا يَنظُرُ هَـٰٓؤُلَآءِ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ مَّا لَهَا مِن فَوَاقٖ} (15)

1

ثم في الآخرة وذلك قوله : { وما ينظر هؤلاء } المذكورون . وقيل : أهل مكة : { إلا صيحة واحدة } وهي النفخة الأولى { ما لها من } توقف مقدار { فواق } وهو بالفتح والضم زمان ما بين حلبتي الحالب . عن النبي صلى الله عليه وسلم " العيادة قدر فواق الناقة " ومعنى الآية إذا جاء وقتها لم يمهل هذا القدر . وقيل : الفواق بالفتح الإفاقة أي ما لها من رجوع وترداد لأن الواحدة تكفي أمرهم وما لها رجوع إلى الحالة الأولى بل تبقى ممتدة إلى أن يهلك كلهم واعلم أن القوم إنما تعجبوا لشبهات ثلاث وقعت لهم : أولاها في الإلهيات وهو قولهم { أجعل الآلهة إلهاً واحداً } والثانية في النبوات وهي قولهم { أأنزل عليه الذكر من بيننا } .