الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبۡلَ يَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ} (16)

( والْقِطُّ ) : الحَظُّ والنصيبُ ، والْقِطُّ أَيْضاً الصَّكُّ والكتابُ من السُّلْطَانِ بِصِلة ، ونحوهِ ، واختلِف في الْقِطِّ هُنَا ، ما أرادوا به ؟ فقال ابن جُبَيْر : أرادوا به : عَجَّلْ لَنَا نَصِيبَنَا من الخَيْرِ والنَّعيمِ في دُنْيَانا ، وقال أبو العالية : أرادوا عَجِّل لنا صُحُفَنَا بأيمانِنا ؛ وذلك لمَّا سَمِعُوا في القرآن أَنَّ الصُحُفَ تعطى يوم القيامةِ بالأيْمَانِ والشَّمائِل ، وقال ابن عباس وغَيره : أرادوا ضِدَّ هَذَا من العذابِ ونحوهِ ، وهذا نظيرُ قولهم { فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السماء } [ الأنفال : 32 ] قال ( ع ) : وعلى كل تأويل ، فكَلاَمُهُم خَرَجَ عَلى جِهَةِ الاسْتِخْفَافِ والهُزْءِ .