الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَكَيۡفَ تَأۡخُذُونَهُۥ وَقَدۡ أَفۡضَىٰ بَعۡضُكُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ وَأَخَذۡنَ مِنكُم مِّيثَٰقًا غَلِيظٗا} (21)

وعَظَ تعالى عباده ، و{ أفضى } معناه : بَاشَرَ ، وقال مجاهدٌ ، وغيره : الإفْضَاءُ في هذه الآية : الجماعُ ، قال ابنُ عَبَّاس : ولكنَّ اللَّه كريمٌ ، يَكْنِي ، واختلف في المراد بالميثاقِ الغَليظِ ، فقال الحسن ، وغيره : هو قوله تعالى : { فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بإحسان } [ البقرة : 229 ] وقال مجاهدٌ ، وابنُ زَيْدٍ : الميثاقُ الغليظُ : عُقْدةُ النِّكاحِ ، وقولُ الرَّجُلِ : نَكَحْتُ ، ومَلَكْتُ النِّكاحَ ، ونحوه ، فهذه التي بها تستحلُّ الفرُوج ، وقال عكرمة ، والرَّبيع : الميثاقُ الغليظُ يفسِّره قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم : ( استوصوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً فَإنَّهُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ ، أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ ، واستحللتم فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ ) .