فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَكَيۡفَ تَأۡخُذُونَهُۥ وَقَدۡ أَفۡضَىٰ بَعۡضُكُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ وَأَخَذۡنَ مِنكُم مِّيثَٰقًا غَلِيظٗا} (21)

وقوله : { وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ } إنكار بعد إنكار مشتمل على العلة التي تقتضي منع الأخذ ، وهي : الإفضاء . قال الهروي : وهو إذا كانا في لحاف واحد ، جامع ، أو لم يجامع ، وقال الفراء : الإفضاء ، أن يخلو الرجل والمرأة ، وإن لم يجامعها . وقال ابن عباس ، ومجاهد ، والسدي : الإفضاء في هذه الآية : الجماع وأصل الإفضاء في اللغة : المخالطة ، يقال للشيء المختلط فضاء ، ويقال القوم فوضى وفضاء ، أي : مختلطون لا أمير عليهم .

قوله : { وَأَخَذْنَ مِنكُم ميثاقا غَلِيظاً } معطوف على الجملة التي قبله ، أي : والحال أن قد أفضى بعضكم إلى بعض ، وقد أخذن منكم ميثاقاً غليظاً ، وهو عقد النكاح ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : «فإنكم أخذتموهنّ بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله » وقيل : هو قوله تعالى : { فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بإحسان } [ البقرة : 229 ] وقيل : هو الأولاد .

/خ22