تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَكَيۡفَ تَأۡخُذُونَهُۥ وَقَدۡ أَفۡضَىٰ بَعۡضُكُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ وَأَخَذۡنَ مِنكُم مِّيثَٰقًا غَلِيظٗا} (21)

قوله تعالى : { وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج } الآية والقنطار المال العظيم من قنطرت الشيء إذا رفعته ، ومنه القنطرة لأنها بناء مشيَّد ، قال :

كقنطرة الرومي أقسم ربها *** ليكتنفنّ حتى يشاد بقرمد

وعن عمر أنه قام خطيباً فقال : أيها الناس لا تغالوا بصداق النساء فلو كانت مكرمة في الدماء أو تقوى عند الله لكان أولاكم به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ما أصدق امرأة من نسائه أكثر من اثني عشر أوقيَّة ، فقامت إليه امرأة فقالت : يا أمير المؤمنين لم تمنعنا حقاً جعله الله لنا والله يقول : { وآتيتم إحداهن قنطاراً } فقال عمر : كل أحد اعلم من عمر ، قوله تعالى : { أتأخذونه بهتاناً } البهتان أن يستقبل الرجل بأمر قبيح كان يقذفه وهو يرى أنه يبهت عند ذلك أي يتحيَّر قوله تعالى : { وكيف تأخذونه } أي عجباً من فعلكم تأخذوا ذلك منهن { وقد أفضى بعضكم إلى بعض } قيل : المراد به الجماع كنى الله عنه ، وقيل : المراد به الخلوة الصحيحة { وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً } وصفه بالغلظ للقوة والعظمة ، وهو قول الولي : " أنكحك على ما في كتاب الله عزّ وجل من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان " ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " استوصوا بالنساء خيراً فإنهنَّ عوان في أيديكم "