الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ} (51)

ثم أخبَر تعالى أنه ينصر رسلَه والمؤمنينَ في الدنيا والآخرةِ ، ونصرُ المؤمِنينَ داخلٌ في نَصْرِ الرُّسُلِ ، وأَيْضاً ، فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ للمؤمنينَ الفضلاءِ وُدًّا ، وَوَهَبَهُمْ نَصْراً إذا ظُلِمُوا ، وَحَضَّتِ الشريعَةُ على نَصْرِهِمْ ؛ ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ رَدَّ عَنْ أخِيهِ في عِرْضِهِ ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَرُدَّ عَنْهُ نَارَ جَهَنَّمَ » ، وقوله عليه السلام : «مَنْ حمى مُؤْمِناً مِنْ مُنَافِقٍ يَغْتَابُهُ ، بَعَثَ اللَّهُ مَلَكَاً يَحْمِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .

وقوله تعالى : { وَيَوْمَ يَقُومُ الأشهاد } يريدُ يَوْمَ القيامةِ ، قال الزَّجَّاج ، و{ الأشهاد } : جَمْعُ شَاهِدٍ ، وقال الطبري : جمع شَهِيدٍ ، كَشريفِ وأشْرَافٍ .