قوله سبحانه : { وَعَلَى الذين هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ . . . } [ الأنعام :137 ] .
هذا خبر مِنَ اللَّهِ سبحانه يتضمَّن تكذيبَ اليَهُودِ في قولهم : «إن اللَّه لم يحرِّم علينا شيئاً ، وإنما حرمنا على أنفسنا ما حَرَّمه إسرائيل على نفسه » ، و{ كُلَّ ذِي ظُفُرٍ } : يراد به الإبلُ ، والنَّعَام ، والإوَزُّ ونحوه من الحيوانِ الذي هو غير مُنْفَرِجِ الأصابع ، وله ظُفُر ، وأخبرنا سبحانه في هذه الآية بتحريمِ الشحومِ عليهم ، وهي الثُّرُوب وشَحْمُ الكلى ، ومَا كان شحماً خالصاً خارجاً عن الاستثناء الذي في الآية ، واختلف في تحريم ذلك على المسلمين من ذبائحهم ، فعن مالكٍ : كراهيةُ شحومهم من غير تحريمٍ .
وقوله تعالى : { إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا } ، يريد : ما اختلط باللحْمِ في الظَّهْرِ والأجنابِ ونحوه ، قال السُّدِّيُّ وأبو صالح : الإَلْيَاتُ ممَّا حملَتْ ظهورهما ، والحَوَايَا : ما تحوى في البَطْن ، واستدار ، وهي المَصَارِينُ والحُشْوة ، ونحوها ، وقال ابن عباس وغيره : هي المَبَاعِر ، وقوله : { أَوْ مَا اختلط بِعَظْمٍ } ، يريد : في سائر الشخْصِ .
وقوله سبحانه : { ذلك جزيناهم بِبَغْيِهِمْ } يقتضي أنَّ هذا التحريم إنما كان عقوبةً لهم على بغيهم ، واستعصائهم على أنبيائهم .
وقوله سبحانه : { وِإِنَّا لصادقون } : إخبار يتضمَّن التعريضَ بكَذِبهم في قولهم : ما حرَّم اللَّهُ علينا شيئاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.