وقوله سبحانه : { أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم } الآية ، أمْرٌ بإسكانِ المطلقاتِ ولاَ خِلاَفَ في ذلك ؛ في التي لَمْ تُبَتَّ وأمَّا المَبْتُوتَةُ ؛ فَمَالكٌ يَرَى لَها السُّكْنَى لمكانِ حِفْظِ النسب ، ولا يَرَى لها نَفَقَةً ؛ لأنَّ النفقةَ بإزَاء الاسْتِمْتَاعِ ، وقال الثعلبيُّ : { مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم } أي : في مساكِنِكم التي طلقتموهنَّ فِيها ، انتهى . والوُجْدُ السِّعَةُ في المالِ ، وأما الحَامِلُ فَلا خِلاَفَ في وُجُوبِ سُكْنَاها ونفقتِها ؛ بُتَّتْ أوْ لَمْ تُبَتَّ ؛ لأَنَّها مُبَيَّنة في الآيةِ ، وإنما اخْتَلَفُوا في نفقةِ الحامِل المُتَوفَّى عَنْهَا زوجُها ، هَلْ يُنْفَقُ عَلَيْهَا مِنْ التِّرْكَةِ ، أمْ لاَ ، وكذلكَ النَّفَقَةُ على المُرْضِعِ المطلقةِ وَاجِبَةٌ ، وبَسْطُ ذلك في كتبِ الفقه .
وقوله سبحانه : { وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ } أي ليأمُرْ كلُّ واحدٍ صاحبَه بخيرٍ ، ولْيَقْبَلْ كلُّ أحَدٍ مَا أُمِرَ بهِ من المعروف .
وقوله سبحانه : { وَإِن تَعَاسَرْتُمْ } أي : تَشَطَّطت المرأة في الحدِّ الذي يكونُ أُجْرَةً على الرِّضَاعِ ، فللزَّوْجِ أن يسترضِع بما فيه رِفْقُه إلا أَلاَّ يقبلَ المولودُ غَيْرَ أمِّه ، فَتُجْبَرُ هِي حِينَئِذٍ عَلى رَضَاعِه بأجْرَةِ مثلها ومثل الزوجِ في حالهما وغناهما .
( ت ) : وهذا كله في المطلقة البائِنِ ، قال ابن عبد السلام من أصحابنا : الضميرُ في قوله تعالى : { أَفَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } عائِدٌ على المطلقاتِ وكَذَلِكَ قوله تعالى : { والوالدات يُرْضِعْنَ أولادهن } وأمَّا ذَاتُ الزوج أو الرَّجْعِية ، فَيَجِبُ عليها أنْ ترضِعَ مِنْ غَيْر أجْرٍ إلا أنْ تَكونَ شريفَةً فلا يلزمُها ذلك ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.