الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡـٔٗا مَّذۡكُورًا} (1)

مقدمة السورة:

مدنية وآياتها 31 ، وقال الحسن وعكرمة : منها آية مكية وهي قوله تعالى : { ولا تطع منهم آثما أو كفورا } والباقي ومدني .

قوله تعالى : { هَلْ أتى عَلَى الإنسان } الآية ، { هَلُ } في كلام العرب قد تجيء بمعنى ( قَدْ ) ؛ حكاه سيبويه ، لكنها لا تخلو من تقرير ، وبابُها المشهورُ الاستفهام المَحْضُ ، والتقرير أحياناً ؛ قال ابن عباس : ( هل ) بمعنى «قد » ، والإنسان يراد به آدم ، وقال أكثر المتأولين : ( هل ) تقرير ، الإنسان : اسم جنس ، أي : إذا تَأَمَّلَ كُلُّ إنسان نفسه علم بِأَنَّه قد مَرَّ حِينٌ من الدهر عظيم لم يكن فيه شيئاً مذكوراً ، وهذا هو القوي أَنَّ الإنسان اسم جنس ، وأَنَّ الآية جُعِلَتْ عبرةً لكل أحد من الناس ؛ لِيُعْلَمَ أَنَّ الخالق له قادر على إِعادته .

( ص ) : { لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً } في موضع حال من { الإنسان } أو في موضع صفة ل { حِينٌ } والعائد عليه محذوف ، أي : لم يكن فيه ، انتهى .