ثم قال تعالى : ( وإذا رأيت ثم رأيت نعيما )
أي : : وإذا رأيت -يا محمد- ما ثم رأيت نعيما {[72544]} .
وأكثر البصريين على أ ، ( ثم ) نصبه {[72545]} على الظرف {[72546]} ولم يعد ( رأيت ) ، كما تقول : ظننت في الدار " فلا تعدي {[72547]} " ظننت " {[72548]} .
وقال الأخفش : ( ثم ) مفعول بها ، و ( رأيت ) بمعنى نظرت ، و ( ثم ) إشارة إلى الجنة {[72549]} .
أي : ( و ) {[72550]} رأيت مع النعيم ملكا عظيما . روي : أن أدنى أهل الجنة منزلة من ينظر في ملكه في مسير ألف عام ، يرى أقصاه كما يرى أدناه {[72551]} .
وقيل : الملك الكبير هنا عني {[72552]} به تسليم الملائكة عليهم واستئذانهم عليهم . قاله مجاهد وسفيان {[72553]} .
روى ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر في ملكه ألفي عام ، ينظر أزواجه وسرره {[72554]} وخدمه ، وإن أفضلهم منزلة لينظر في وجه ربه –جل وعز- في كل يوم مرتين " {[72555]} .
قال أحمد بن ثعلبة {[72556]} عن أبيه أنه ( قال ) {[72557]} في قوله تعالى : ( وملكا كبيرا ) هو أ [ ن ] {[72558]} ( رسول ) {[72559]} رب العزة يأتيه بالتُّحف {[72560]} واللُّطَف فلا يصل إليه إلا بحجاب ، ومن داره {[72561]} إلى دار السلام {[72562]} باب يدخل منه على ربه إذا شاء بلا إذن ، فذلك ( الملك ) {[72563]} الكبير .
وقال الفزاري {[72564]} : لكل {[72565]} مؤمن {[72566]} في الجنة أربعة أبواب ، باب يدخل عليه منه زواره من الملائكة ، وباب تدخل {[72567]} عليه ( منه ) {[72568]} أزواجه الحور ، وباب مقفل {[72569]} بينه وبين أهل النار يفتحه إذا شاء ينظر إليهم فتعظم النعمة عليه ، وباب بينه وبين دار السلام {[72570]} يدخل على ربه إذا شاء .
قال كعب : من الجنة إلى النار كواء {[72571]} يتطلع منها رجال من ( أهل ) {[72572]} الجنة إلى رجال من أهل النار ينظرون إلى عذابهم {[72573]} .
ثم قرأ كعب : ( فاطلع فرءاه في سواء الجحيم ) {[72574]} أي : في وسطها {[72575]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.