الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذَا رَأَيۡتَ ثَمَّ رَأَيۡتَ نَعِيمٗا وَمُلۡكٗا كَبِيرًا} (20)

ثم قال تعالى : ( وإذا رأيت ثم رأيت نعيما )

أي : : وإذا رأيت -يا محمد- ما ثم رأيت نعيما {[72544]} .

وأكثر البصريين على أ ، ( ثم ) نصبه {[72545]} على الظرف {[72546]} ولم يعد ( رأيت ) ، كما تقول : ظننت في الدار " فلا تعدي {[72547]} " ظننت " {[72548]} .

وقال الأخفش : ( ثم ) مفعول بها ، و ( رأيت ) بمعنى نظرت ، و ( ثم ) إشارة إلى الجنة {[72549]} .

- وقوله : ( وملكا كبيرا )

أي : ( و ) {[72550]} رأيت مع النعيم ملكا عظيما . روي : أن أدنى أهل الجنة منزلة من ينظر في ملكه في مسير ألف عام ، يرى أقصاه كما يرى أدناه {[72551]} .

وقيل : الملك الكبير هنا عني {[72552]} به تسليم الملائكة عليهم واستئذانهم عليهم . قاله مجاهد وسفيان {[72553]} .

روى ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر في ملكه ألفي عام ، ينظر أزواجه وسرره {[72554]} وخدمه ، وإن أفضلهم منزلة لينظر في وجه ربه –جل وعز- في كل يوم مرتين " {[72555]} .

قال أحمد بن ثعلبة {[72556]} عن أبيه أنه ( قال ) {[72557]} في قوله تعالى : ( وملكا كبيرا ) هو أ [ ن ] {[72558]} ( رسول ) {[72559]} رب العزة يأتيه بالتُّحف {[72560]} واللُّطَف فلا يصل إليه إلا بحجاب ، ومن داره {[72561]} إلى دار السلام {[72562]} باب يدخل منه على ربه إذا شاء بلا إذن ، فذلك ( الملك ) {[72563]} الكبير .

وقال الفزاري {[72564]} : لكل {[72565]} مؤمن {[72566]} في الجنة أربعة أبواب ، باب يدخل عليه منه زواره من الملائكة ، وباب تدخل {[72567]} عليه ( منه ) {[72568]} أزواجه الحور ، وباب مقفل {[72569]} بينه وبين أهل النار يفتحه إذا شاء ينظر إليهم فتعظم النعمة عليه ، وباب بينه وبين دار السلام {[72570]} يدخل على ربه إذا شاء .

قال كعب : من الجنة إلى النار كواء {[72571]} يتطلع منها رجال من ( أهل ) {[72572]} الجنة إلى رجال من أهل النار ينظرون إلى عذابهم {[72573]} .

ثم قرأ كعب : ( فاطلع فرءاه في سواء الجحيم ) {[72574]} أي : في وسطها {[72575]} .


[72544]:- هذا على رأي الفراء في معانيه 3/218.
[72545]:- أ: نصب.
[72546]:- أ، ث: الطرف.
[72547]:- أ: فلا تعد.
[72548]:- انظر هذا المذهب في جامع البيان 29/221 وإعراب النحاس 5/103.
[72549]:- انظره بمعناه في معاني الأخفش 2/724.
[72550]:- ساقط من أ.
[72551]:- روي هذا الخبر عن ابن عمر وأبي الصهباء الموصلي في جامع البيان 29/193.
[72552]:- ث: يعني.
[72553]:- انظر قوليهما في جامع البيان 29/221.
[72554]:- أ: وسوره.
[72555]:- أخرجه النحاس في إعرابه 5/103 بهذا اللفظ وفيه : "لينظر في وجه الله جل وعز.." وأخرجه الترمذي في كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى ح: 2677، وأحمد في المسند 2/64 بنحوه عن ابن عمر إلا أن فيه: "ألف سنة" بدل "ألفي.." وانظر مصابيح السنة 3/569 وجامع الأصول 10/532-33.
[72556]:- وجدت في ما اطلعت عليه من كتب الطبقات أعلاما كثيرين ممن تسموا باسم ثعلبة ولم أجد أحدا منهم له ابن اسمه أحمد ضمن من روى عنه. ومما زاد في صعوبة تحديد هذا الرجل أني لم أعثر على هذا القول في ما اطلعت عليه من كتب التفسير وغيره.
[72557]:- مخروم في أ.
[72558]:- ما بين معقوفتين ساقط من م.
[72559]:- ما بين قوسين ساقط من أ.
[72560]:- أ: با ننحف.
[72561]:- أ: ومراده.
[72562]:- في متن ث: الاسلام. وفي هامشها: دار السلام.
[72563]:- ساقط من ث.
[72564]:- أ: الفراء. ث: الفواري. والذي في المتن هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري الكوفي، من أئمة الحديث، وكان مجاهدا، حدث عن عطاء بن الصائب وعنه ابن المبارك (ت: 186ﻫ) انظر تذكرة الحفاظ 1/273 وتهذيب التهذيب 1/151.
[72565]:- أ: إن لكل.
[72566]:- ث: من.
[72567]:- أ: يدخل.
[72568]:- أ: الفراء. ث: الفواري. والذي في المتن هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري الكوفي، من أئمة الحديث، وكان مجاهدا، حدث عن عطاء بن الصائب وعنه ابن المبارك (ت: 186ﻫ) انظر تذكرة الحفاظ 1/273 وتهذيب التهذيب 1/151.
[72569]:- أ: مقبل.
[72570]:- أ: الاسلام
[72571]:- أ: كوى. وكلاهما صحيح. وهو جمع الكُوّة أي: الخرق في الحائط والثقب في البيت ونحوه... انظر اللسان : (كوي).
[72572]:- ساقط من أ، ث.
[72573]:- أ، ث: أعدائهم.
[72574]:- الصافات: 55.
[72575]:- انظر تفسير ابن كثير 4/9.