فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذَا رَأَيۡتَ ثَمَّ رَأَيۡتَ نَعِيمٗا وَمُلۡكٗا كَبِيرًا} (20)

{ وإذا رأيت ثم } أي وإذا رميت ببصرك هناك يعني في الجنة ، والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكل من يدخل الجنة ، وثم ظرف مكان مختص بالبعد ، والعامل فيها رأيت .

قال الفراء في الكلام " ما " مضمرة أي وإذا رأيت ما ثم كقوله لقد انقطع بينكم أي ما بينكم .

قال الزجاج معترضا على الفراء أنه لا يجوز إسقاط الموصول وترك الصلة ولكن رأيت يتعدى في المعنى إلى ثم ، والمعنى إذا رأيت ببصرك ثم ويعني بثم الجنة ، وقيل إن رأيت ليس له مفعول ملفوظ ولا مقدر ولا منوي بل معناه أن بصرك أينما وقع في الجنة { رأيت نعيما } لا يوصف ، والنعيم سائر ما يتنعم به .

{ وملكا كبيرا } لا يقادر قدره ، قال السدي الملك الكبير استئذان الملائكة عليهم وكذا قال مقاتل والكلبي وقيل واسعا لا غاية له ، وقيل كون التيجان على رؤوسهم كما تكون على رؤوس الملوك وأعظمهم منزلة من ينظر إلى وجه ربه كل يوم .