غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَإِذَا رَأَيۡتَ ثَمَّ رَأَيۡتَ نَعِيمٗا وَمُلۡكٗا كَبِيرًا} (20)

1

ثم أجمل نعيمهم لأنه مما لا يحصر ولا يخطر ببال أحد ما دام في الدنيا فخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم أو كل راء قائلاً { وإذا رأيت } قال الفراء : مفعوله وهو الموصول مضمر تقديره ما { ثم } كقوله { لقد تقطع بينكم }

[ الأنعام :94 ] يريد ما بينكم . وأنكر الزجاج وغيره حذف الموصول والاكتفاء بالصلة . والذي اختاره أصحاب المعاني أن يكون المفعول متروكاً ليشيع ويعم . والمعنى أن الرائي أينما وجد الرؤية لمي تعلق إدراكه إلا بنعيم { وملكاً كبيراً } أي واسعاً هنيئاً . و " ثم " ظرف مكان أشير به إلى الجنة . روي أن أدنى أهل الجنة منزلة ينظر في ملكه مسيرة ألف عام . وقيل : الملك الكبير هو الذي لا زوال له . وقيل : هو أنه إذا أراد شيئا كان . ومنهم من حمله على التعظيم وهو أن يأتي الرسول بكرامة من الكسوة والطعام والشراب والتحف إلى ولي الله وهو في منزله فيستأذن عليه ولا يدخل عليه رسول رب العزة وإن كان من الملائكة المقربين إلا بعد الاستئذان قاله الكلبي : وقال أهل العرفان : الملك الكبير هو اللذات الحقيقية والمعارف الإلهية والأسرار الربانية التي تستحقر عندها اللذات البدنية . وعن علي أنه قرأ { ملكاً كبيراً } بفتح الميم وكسر اللام هو الله .

/خ31