الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يَعۡتَذِرُونَ إِلَيۡكُمۡ إِذَا رَجَعۡتُمۡ إِلَيۡهِمۡۚ قُل لَّا تَعۡتَذِرُواْ لَن نُّؤۡمِنَ لَكُمۡ قَدۡ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنۡ أَخۡبَارِكُمۡۚ وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (94)

وقوله : { إِذَا رَجَعْتُمْ } [ التوبة : 94 ] .

يريد : مِنْ غزوةَ تَبُوكَ ، ومعنَى { لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ } : لن نصدِّقكم ، والإِشارة بقوله : { قَدْ نَبَّأَنَا الله مِنْ أَخْبَارِكُمْ } إِلى قوله : { مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُوا خلالكم } [ التوبة : 47 ] ، ونحوه من الآيات .

وقوله سبحانه : { وَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ } توعُّد ، والمعنى : فيقع الجزاءُ عليه . قال الأستاذ أبو بَكْرٍ الطُّرْطُوشِيُّ : اعمل للدنيا بقَدْر مُقَامِكَ فيها ، واعمل للآخرة بقَدْر بقائك فيها ، واستحي مِنَ اللَّه تعالى بقَدْرِ قُرْبه منْكَ ، وأَطِعْهُ بقَدْر حَاجَتِكَ إِليه ، وخَفْهُ بقَدْر قُدْرته عليك ، واعصه بِقَدْر صَبْرَكَ على النَّار ، انتهى . من «سراج الملوك » .

وقوله : { ثُمَّ تُرَدُّونَ } يريد البَعْثَ من القبور .