وقوله عز وجل : { يا أيها الذين آمَنُوا إِنَّمَا المشركون نَجَسٌ } [ التوبة : 28 ] .
قال ابن عباس وغيره : معنى الشِّرْكَ هو الذي نَجَّسهم ؛ كنجاسة الخَمْر ، ونصَّ اللَّه سبحانه في هذه الآية على المُشْرِكِينَ ، وعلى المَسْجِد الحرام ، فقاسَ مالكٌ رحمه اللَّه وغيره جَميعَ الكُفَّار من أهْلِ الكتاب وغيرهم ؛ على المشركين ، وقَاسَ سائرَ المساجِدِ على المَسْجِدِ الحرامِ ، وَمَنَعَ مِنْ دخولِ الجميعِ في جميعِ المساجدِ ، وقوَّةُ قوله سبحانه : { فَلاَ يَقْرَبُوا } يقتضي أمْرَ المسلمين بمَنْعهم .
وقوله : { بَعْدَ عَامِهِمْ هذا } ، يريد : بعد عامِ تِسْعٍ من الهجرة ، وهو عَامُ حَجَّ أبو بَكْرٍ بالنَّاس .
وقوله سبحانه : { وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً } ، أي : فقْراً ، { فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ الله مِن فَضْلِهِ } ، وكان المسلمون ، لَمَّا مُنِعَ المشركون من المَوْسِم ، وهم كانوا يجلبون الأطعمةَ والتجاراتِ ، قَذَفَ الشيطان في نفوسهم الخَوْفَ من الفَقْر ، وقالوا : مِنْ أيْنَ نعيش ؟ فوعَدَهم اللَّه سبحانه بأنْ يغنيهم مِنْ فَضْله ، فكان الأمر كما وعد اللَّه سبحانه ، فأسلَمَتِ العربُ ، فتمادَى حجُّهم وتَجْرُهم ، وأغنى اللَّه من فضله بالجهادِ والظهورِ على الأُمَمِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.