التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ وَإِنۡ خِفۡتُمۡ عَيۡلَةٗ فَسَوۡفَ يُغۡنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦٓ إِن شَآءَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (28)

قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم }

انظر حديث البخاري عن أبي هريرة المتقدم عند الآية ( 2 ) من السورة نفسها وفيه : ( . . . وألا يحج بعد العام مشرك ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله : { يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس } أي : أجناب .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : { فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا } وهو العام الذي حج فيه أبو بكر ، ونادى علي رحمة الله عليهما بالأذان ، وذلك لتسع سنين مضين من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحج نبي الله صلى الله عليه وسلم من العام المقبل حجة الوداع ، لم يحج قبلها ولا بعدها .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا } قال : لما نفى الله المشركين عن المسجد الحرام ، ألقى الشيطان في قلوب المؤمنين الحزم ، قال : من أين تأكلون ، وقد نفي المشركون وانقطعت عنهم العير . فقال الله : { وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء } فأمرهم بقتال أهل الكتاب ، وأغناهم من فضله .

قال الطبري : حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا ابن جريج قال ، أخبرنا أبو الزبير : أنه سمع جابر بن عبد الله يقول في قوله : { إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا } إلا أن يكون عبدا أو أحدا من أهل الذمة .

ورجاله ثقات وسنده صحيح .