تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ وَإِنۡ خِفۡتُمۡ عَيۡلَةٗ فَسَوۡفَ يُغۡنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦٓ إِن شَآءَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (28)

{ يا أيها الذين ءامنوا إنما المشركون نجس } يعنى مشركي العرب ، والنجس الذي ليس بطاهر ، الأنجاس الأخباث ، { فلا يقربوا المسجد الحرام } ، يعنى أرض مكة ، { بعد عامهم هذا } ، يعنى بعد عام كان أبو بكر على الموسم . قال ابن ثابت : قال أبي : في السنة التاسعة من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : { وإن خفتم عيلة } ، وذلك أن الله عز وجل أنزل بعد غزاة تبوك : { فاقتلوا المشركين . . . } إلى قوله : { . . . كل مرصد } ، فوسوس الشيطان إلى أهل مكة ، فقال : من أين تجدون ما تأكلون ، وقد أمر أنه من لم يكن مسلما أن يقتل ويؤخذ الغنم ، ويقتل من فيها ، فقال الله تعالى : امضوا لأمري وأمر رسولي ، { فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء } ، ففرحوا بذلك ، فكفاهم الله ما كانوا يتخوفون ، فأسلم أهل نجد ، وجرش وأهل صنعاء ، فحملوا الطعام إلى مكة على الظهر ، فذلك قوله : { وإن خفتم عيلة } ، يعنى الفقر ، { فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء } { إن الله عليم حكيم } [ آية :28 ] .