جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ وَإِنۡ خِفۡتُمۡ عَيۡلَةٗ فَسَوۡفَ يُغۡنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦٓ إِن شَآءَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (28)

{ يا يأيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس{[1947]} } : باطنهم ودينهم قال قتادة لأنهم{[1948]} لا يتطهرون من جنابة ولا من حدث ، { فلا يقربوا المسجد{[1949]} الحرام } ، منعوا من دخول الحرم ، وقيل : منعوا عن الحج{[1950]} والعمرة لا عن الدخول مطلقا ، { بعد عامهم هذا } ، وكان سنة تسع أرسل عليا ونادى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان ، { وإن خفتم عيلة } : فقرا بسبب الكفار من الحرم لانقطاع المتاجر ، { فسوف يغنيكم الله من فضله } ، من عطائه بوجه آخر ، { إن شاء } ، قيده بالمشيئة ليقطع الآمال إلى الله عوضهم الجزية وأمول البلدان ، { إن الله عليم } : بأحوالكم ، { حكيم } : في المنع والإعطاء .


[1947]:جعلوا كأنهم النجاسة مبالغة، فإن النجس بفتح الجيم مصدر أو معناه ذوو نجس فإن شركهم بمنزلة نجس، وعن بعض أن أعيانهم كالكلاب والخنازير نجسة، وعند الحسن من مس مشركا فليتوضأ/12 وجيز، وفي الفتح: قد استدل بالآية من قال: بأن المشرك نجس الذات كما ذهب إليه بعض الظاهرية، وروي عن الحسن البصري، وهو محكي عن ابن عباس، وقال الحسن بن صالح: من مس مشركا فليتوضأ وروى هذا عن الزيدية وذهب الجمهور من السلف والخلف ومنهم أهل المذاهب الأربعة إلى أن الكافر ليس بنجس الذات؛ لأن الله سبحانه أحل طعامهم وثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- في ذلك من فعله وقوله ما يفيد عدم نجاسة ذواتهم فأكل في آنيتهم وشرب منها وتوضأ فيها وأنزلهم في مسجده وهو الحق/12 منه.
[1948]:فعلى قوله نجس ظاهرهم وباطنهم/12 منه.
[1949]:يطلق مسجد الحرام ويراد به الحرم كله/12 منه.
[1950]:فيكون المراد من السجد الحرام نفس المسجد؛ لأن الحج لا بد له من الدخول في/12 منه.