تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ أَحَدٖ مِّنۡهُم مَّاتَ أَبَدٗا وَلَا تَقُمۡ عَلَىٰ قَبۡرِهِۦٓۖ إِنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَمَاتُواْ وَهُمۡ فَٰسِقُونَ} (84)

وقوله تعالى : ( وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً ) يعني المنافقين ( ولا تقم على قبره ) وذكر في بعض القصة أنه لما مات عبد الله بن أبي جاء[ في الأصل وم : فجاء ] ابنه إلى رسول الله ، فقال : يا رسول الله إن أبي مات ، وأوصانا أن [ نكفنه بقميصك ][ من م ، ساقطة من الأصل ] وأن تصلي عليه ، فخلع النبي قميصه ، فأعطاه ، ومشى ، فصلى ، وقام على قبره . وروي في بعض الأخبار أنه صلى عليه ، وألبسه قميصه . وقيل له : تلبس عدو الله قميصك ، وقال : «إني لأرجو أن يسلم بقميصي من بني الخزرج ألف »[ ابن جرير الطبري في تفسيره10/199 ] فذكر أنه لما فعل ذلك أسلم ألف رجل من المنافقين .

وروي أنه لم يصل عليه . فلا ندري كيف كان الأمر بعد أن جاء النهي عن الصلاة على المنافقين بقوله : ( وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ) سماهم فسقة ، واسم الكفرة أقبح وأذم ، لكنهم جمعوا مع الكفر أنواع الفسق ليعلم أن اعتقادهم الكفر والمذهب الذي يذهبون إليه ؛ إنما اعتقدوا لهواهم ؛ إذ الفسق مما يحرمه كل مذهب ودين ، وكل يأنف عن الفسق ، ويتبرأ منه ، ولا كذلك الكفر ؛ لأن كل من آمن بشيء كفر بضده وأصل الفسق هو الخروج عن الأمر ، والله أعلم .