الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَٰتٍ عِندَ ٱللَّهِ وَصَلَوَٰتِ ٱلرَّسُولِۚ أَلَآ إِنَّهَا قُرۡبَةٞ لَّهُمۡۚ سَيُدۡخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحۡمَتِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (99)

وقوله سبحانه : { وَمِنَ الأعراب مَن يُؤْمِنُ بالله } [ التوبة : 99 ] .

قال قتادة : هذه ثنية اللَّه تعالى من الأعراب ، وروي أنَّ هذه الآيةَ نزلَتْ في بني مُقَرِّن ؛ وقاله مجاهد { وَيَتَّخِذُ } ؛ في الآيتين بمعنَى : يَجْعَلُهُ قَصْدَهُ ، والمعنى : ينوي بنفقته ما ذَكَره اللَّه عنهم ، و{ صلوات الرسول } : دعاؤه ، ففي دعائه خَيْرُ الدنيا والآخرة ، والضَّمير في قوله : { إِنَّهَا } : يحتملُ عودُهُ على النفَقَةِ ، ويحتمل عوده على الصَّلوات ، وباقي الآية بَيِّن .