تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا مِّنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيٗا وَنَصِيرٗا} (31)

[ الآية 31 ] وقوله تعالى : { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين } أي مثل الذي جعلنا لك من العدو من الكفر جعلنا لكل نبي من قبلك عدوا .

ثم العداوة ، تكون في الدين مرة ، ومرة في الأنفس وأحوالها . فإن كان العدو عدوا في الدين فجميع{[14423]} الكفرة له أعداء لخلافهم له في الدين ، ويكون حرف : من صلة ، أي جعلنا لكل نبي المجرمين أعداء .

وإن كان على تحقيق من وإثباتها فالعداوة عداوة في [ الأنفس وأحوالها ]{[14424]} وذلك راجع على الفراعنة وأضداد الرسل : ما من رسول [ إلا ]{[14425]} وله فراعنته ، وأضداده ، ينازعونه ، ويقاتونه [ ويهمون بقتله ]{[14426]} .

ثم بشر رسوله بالحفظ له والنصر والظفر على أعدائه ، وهو قوله : { وكفى بربك هاديا ونصيرا } .


[14423]:- الفاء ساقطة من الأصل وم.
[14424]:- في الأصل وم: الدين والأحوال.
[14425]:- ساقطة من الأصل وم.
[14426]:- في الأصل وم: ويهمونه قتله.