السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا مِّنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيٗا وَنَصِيرٗا} (31)

30

/خ31

{ وكفى بربك } أي : المحسن إليك { هادياً } أي : يهدي بك من قضى بسعادته { ونصيراً } أي : ينصرك على من حكم بشقاوته .

تنبيه : احتج أهل السنة بهذه الآية على أنه تعالى خلق الخير والشر ؛ لأن قوله تعالى : { لكل نبي عدواً } يدل على أن تلك العداوة من جعل الله تعالى وتلك العداوة كفر ، فإن قيل : قوله تعالى : { يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً } كقول نوح عليه السلام : { رب إني دعوت قومي ليلاً ونهارا ً ( 5 ) فلم يزدهم دعائي إلا فراراً } ( نوح : 5 ، 6 ) فكما أن المقصود من هذا إنزال العذاب ، فكذلك ما هنا فكيف يليق هذا بمن وصفه الله تعالى بالرحمة في قوله تعالى : { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } ( الأنبياء ، 107 ) ؟ أجيب : بأن نوحاً عليه السلام لما ذكر ذلك دعا عليهم ، وأما النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر هذا لم يدعُ عليهم ، بل انتظر فلما قال تعالى : { وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً } كان ذلك كالأمر له بالصبر على ذلك وترك الدعاء عليهم فافترقا .