{ تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن } .
توشك السماوات أن تتشقق من عظمة الله وجلاله فوقهن ؛ أو الانفطار يبتدئ من أعلى السماوات أو ما فوقها إلى أن ينتهي إلى السفلى .
يقول بعض المفسرين : وفي الابتداء من جهة الفوق تفظيع وتهويل .
{ والملائكة يسبحون بحمد ربهم } .
عامة الملائكة يقرنون تنزيه المولى عما لا يليق بجلاله بمدحه والثناء عليه بكامل عليائه وسابغ أفضاله ؛ وفي سورة أخرى بينت آيات كريمات أن أشراف الملأ الأعلى ينزهون الله العلي الكبير ويحمدونه { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم . . }{[4226]} وهذه الآية شملت كافة الملائكة .
يسألون الله الغفران للناس . يقول بعض المفسرين : يحتمل أن يقصدوا بالاستغفار طلب الحلم والغفران في قوله تعالى : { إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا }{[4227]} إلى أن قال : { إنه كان حليما غفورا }{[4228]} وقوله تعالى : { . . وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم . . }{[4229]} والمراد الحلم عنهم ، وأن لا يعاجلهم بالانتقام فيكون عاما .
أقول : معنى الغفران في اللغة والشرع ظاهر فهو الستر ومحو الذنوب ، والله سبحانه علّم نبيه الكريم لمن تكون المغفرة فقال عز من قائل : { . . واستغفر لذنبك وللمؤمنين وللمؤمنات . . }{[4230]} كما بيّن ماذا على أهل الإيمان حيال الاستغفار للجاحدين بقول الله الحكيم : { وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه . . }{[4231]} وما يرضى القرآن الكريم بغير هذا : { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم }{[4232]} . فاتضح بعد الذي قدمنا أن العموم المستفاد من قوله : { ويستغفرون لمن في الأرض } مخصوص بما مر ، . . أي يستغفرون للمؤمنين منهم .
{ ألا إن الله هو الغفور الرحيم( 5 ) } .
الغفور لذنوب مؤمني عباده { الرحيم } بهم أن يعاقبهم بعد توبتهم منها .
قال بعض العلماء : هيّب وعظم جل وعز في الابتداء وألطف وبشر في الانتهاء ؛ يشيرون إلى قول الله الكريم في الآية السابقة : { وهو العلي العظيم } وبدء هذه الآية : { تكاد السماوات يتفطرن . . } ثم ختمت باللطف والبشرى : { . . ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.