فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ أَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (1)

مقدمة السورة:

سورة محمد

مدنية

وآياتها ثمان وثلاثون

كلماتها : 540 ؛ حروفها : 2340 .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ الذين كفروا وضلوا عن سبيل الله أضل أعمالهم( 1 ) } .

الذين جحدوا جلال الله تعالى وسلطانه وحديثه ، وأعرضوا عن طريق الإسلام ومنعوا غيرهم أن يسلكوه هؤلاء يبطل الله تعالى أعمالهم ، ولا يثيبهم على ما يفعلون من معروف كصلة الأرحام ، وإكرام الضيف ، وحماية الجار .

أو المعنى : [ أبطل جل وعلا ما عملوه من الكيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم –كالإنفاق الذي أنفقوه في سفرهم إلى محاربته عليه الصلاة والسلام وغيره- بنصر رسوله صلى الله عليه وسلم وإظهار دينه على الدين كله ] . {[4795]}

نقل صاحب تفسير غرائب القرآن : إن أول هذه السورة مناسب لآخر السورة التي سبقتها- سورة الأحقاف : { . . . فهل يهلك إلا القوم الفاسقون }- كأنه قيل : كيف يهلك الفاسق إذا كان له أعمال صالحة ؟ فأجاب : { الذين كفروا وصدّوا } منعوا الناس عن الإيمان صدّا ، أو امتنعوا عنه صدودا .


[4795]:ما بين العارضتين أورده الحسن النيسابوري.