فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُ إِلَيۡكَ حَتَّىٰٓ إِذَا خَرَجُواْ مِنۡ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ مَاذَا قَالَ ءَانِفًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهۡوَآءَهُمۡ} (16)

{ ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم( 16 ) } .

ومن الكفار المتبعين أهواءهم من يبطن كفره ويظهر إسلامه ، ويحضر مجلسك ، فيستمع إلى ما تقول ، فإذا فارق مجلسك سأل علماء أصحابك- وكلهم علّمهم الله : ماذا قال محمد الساعة- يقولها ساخرا أو مُنْكِرًا- هؤلاء المنافقون لما استحبت قلوبهم العمى ختم الله عليها بكفرهم ، وتوجهوا نحو ما زينته لهم نفوسهم ، وأقبلوا على ما فيه خسرانهم .

وهكذا يكون الذكر الحكيم ، والوحي الرباني الكريم فرقانا يميز الله به الخبيث من الطيب : { وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون . وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون }{[4833]} .


[4833]:سورة التوبة. الآيتان: 124، 125.