فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَهَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أَن تَأۡتِيَهُم بَغۡتَةٗۖ فَقَدۡ جَآءَ أَشۡرَاطُهَاۚ فَأَنَّىٰ لَهُمۡ إِذَا جَآءَتۡهُمۡ ذِكۡرَىٰهُمۡ} (18)

{ فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم( 18 ) } .

فهل يرتقبون إلا القيامة تجيئهم على حين غفلة وهم ساهون ؟ فقد جاءت علاماتها من انشقاق القمر ، وبعثة خير البشر وخاتم الرسل .

روى مسلم في صحيحه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بعثت أنا والساعة كهاتين ) وضم السبابة والوسطى . وأخرجه البخاري والترمذي وابن ماجه .

فإذا جاءت الحاقة والطامة الكبرى ، فعندها لن تنفعهم التوبة ولا الذكرى ، كقوله –تبارك اسمه- : { . . يومئذ يتذكر الإنسان وأنّى له الذكرى }{[4837]} .

[ وفي الذكرى وجهان : أحدهما تذكيرهم بما عملوه من خير أو شر ، الثاني هو دعاءهم بأسمائهم تبشيرا وتخويفا ؛ روى أبان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أحسنوا أسماءكم فإنكم تدعون بها يوم القيامة يا فلان قم إلى نورك يا فلان قم لا نور لك ) ذكره الماوردي ]{[4838]} .


[4837]:سورة الفجر.من الآية 23.
[4838]:أورده القرطبي في تفسيره ج16، ص241.، طبعة دار الكتب المصرية.