فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَلَا تَهِنُواْ وَتَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلسَّلۡمِ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمۡ وَلَن يَتِرَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (35)

{ فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم( 35 ) } .

فلا تضعفوا أيها المؤمنون في طلب ملاقاة الكافرين الصادين عن الحق ، فأنتم أعز لأنكم حزب الله وأولياؤه : { ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون }{[4857]} ؛ ولن ينقصكم من أجر أعمالكم شيئا ، ولن يفردكم بغير ثواب .

[ واختلف العلماء في حكمها ، فقيل : إنها ناسخة لقوله تعالى : { وإن جنحوا للسلم فاجنح لها . . }{[4858]} ، لأن الله تعالى منع من الميل إلى الصلح إذا لم يكن بالمسلمين حاجة إلى الصلح ؛ وقيل : منسوخة بقوله تعالى { وإن جنحوا للسلم فاجنح لها . . } وقيل هي محكمة ، والآيتان نزلتا في وقتين مختلفي الحال ؛ وقيل : إن قوله : { وإن جنحوا للسلم فاجنح لها } مخصوص في أقوام بأعيانهم ، والأخرى عامة ، فلا يجوز مهادنة الكفار إلا عند الضرورة ، وذلك إذا عجزنا عن مقاومتهم لضعف المسلمين ]{[4859]} .


[4857]:سورة المائدة. الآية 56
[4858]:سورة الأنفال. من الآية 61.
[4859]:الجامع لأحكام القرآن. جـ16ص252.