فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَوۡ نَشَآءُ لَأَرَيۡنَٰكَهُمۡ فَلَعَرَفۡتَهُم بِسِيمَٰهُمۡۚ وَلَتَعۡرِفَنَّهُمۡ فِي لَحۡنِ ٱلۡقَوۡلِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (30)

{ ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم( 30 ) } .

ولو أردنا – يا محمد- إراءتك إياهم وإعلامك وإنباءك بأشخاص المنافقين لم يعينا هذا ، فلعرفتهم بعلامات نَسِمُهم بها ، وبِصْرفِهم الكلام عما تواضع عليه الناس ، وبميلهم عن الطريق المألوفة في تخاطبهم مما ظاهره حسن وباطنه قبيح ؛ والله يعلم ما عملت ألسنتهم وجوارحهم وقلوبهم ، فيجازيهم عليها حسب نياتهم ، وما انطوت عليه صدورهم- وفيه التفات- أو هو عام ، ففيه الوعد بالثواب الحسن للمؤمنين ، والوعيد بالعذاب الشديد للكافرين والمنافقين .