فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ فَمِنكُمۡ كَافِرٞ وَمِنكُم مُّؤۡمِنٞۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ} (2)

{ هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير ( 2 ) }

مولانا الكبير المتعال هو وحده –لا غيره- الخلاق الذي أوجدكم ، فبعض منكم مقيم على جحود فضل الحميد المجيد ، وبعض منكم مصدق مستيقن بربه وعهده وميثاقه ورسالاته وكل ما يجب الإيمان به وأداء أماناته ، والله جل علاه يرى أعمال الكل ، فليحرص العاقل على أن يراه ربه على كل مرضية .

مما نقل عن الطيبي : الفاء . . . للترتيب والفرض على سبيل الاستعارة ، كاللام في قوله تعالى : { فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا . . . }{[7027]} ، وهي كالفاء في قوله تعالى : { وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون }{[7028]} .

مما نقل صاحب الجامع لأحكام القرآن : وقال الزجاج- وهو أحسن الأقوال ، والذي عليه الأئمة والجمهور من الأمة- : إن الله خلق الكافر ، وكفره فعل له وكسب ، مع أن الله خالق الكفر . وخلق المؤمن ، وإيمانه فعل له وكسب ، مع أن الله خالق الإيمان . اه{[7029]} .


[7027]:- سورة القصص. من الآية 8.
[7028]:- سورة الحديد. من الآية 26.
[7029]:- جـ 18، ص 133.