فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَقَدۡ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلۡنَٰهَا رُجُومٗا لِّلشَّيَٰطِينِۖ وَأَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ} (5)

{ ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين واعتدنا لهم عذاب السعير ( 5 ) وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير ( 6 ) }

جعل الله تعالى النجوم والكواكب زينة للسماء وضياء ، والمصابيح جمع مصباح وهو السراج .

والدنيا : أي الدانية القريبة منا- رأي العين-

وجعلنا الكواكب والنجوم قذائف نرمي بها الشياطين باعتبار ما ينفصل عنها من شهب ، ويشير إلى ذلك قوله الله- تبارك اسمه- { . . فأتبعه شهاب ثاقب }{[7371]} .

والشياطين خلق لهم قدرة على التشكل بأشكال مختلفة تدركها العين في أكثر الأحيان ، وهم أشرار الجن ومردتهم .

وأعددنا للشياطين بعد إهلاكهم في العاجل بالشهب- أعددنا لهم في الآخرة أشد الحريق ؛ وأعددنا للذين يجحدون وينكرون وجود الله وجلاله أو يكذبون بوعده ورسالاته- أعددنا لهم عذابا في جهنم وبئس المآل والمرجع والمستقر .

ويستوي في ذلك من كفر من الجن ومن كفر من الإنس .


[7371]:- سورة الصافات.. من الآية 10.