فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفُورُ} (2)

{ الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ( 2 ) }

الذي قدر الموت ، أو أنشأه وأثبته ، أو خلق أسباب الموت . . .

{ والحياة } صفة وجودية . . . وهي ما يصح بوجوده الإحساس .

. . . وقدم الموت لمزيد العظة والتذكر ، والزجر عن ارتكاب المعاصي ، والحث على حسن العمل .

[ وأل في الموضعين عوض عن المضاف إليه . . أي موتكم . . وحياتكم أيها المكلفون ]{[7365]} .

{ ليبلوكم } ليعاملكم معاملة من يختبركم .

{ أيكم أحسن عملا } أي : أصوبه وأخلصه ، فيجازيكم . . حسب تفاوت مراتب أعمالكم .

{ وهو العزيز } الغالب لا يعجزه عقاب من أساء .

{ الغفور } لمن شاء منهم ، أو لمن تاب .

أوجد الخلائق من العدم ليختبرهم أيهم أحسن عملا ، كما قال تعالى : { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم . . }{[7366]} .

فسمى الحال الأول وهو العدم موتا . . . وقال : { أيكم أحسن } أي خير عملا . . . ولم يقل أكثر عملا .

[ الموت : انقطاع تعلق الروح بالبدن . . وتبدل حال ، وانتقال من دار إلى دار ، والحياة عكس ذلك ]{[7367]} .


[7365]:- مما أورد الألوسي.
[7366]:- سورة البقرة. من الآية 28.
[7367]:- مما أورد القرطبي.