الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْۗ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَفۡقَهُونَ} (7)

{ هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله } وذلك أن عبد الله ابن أبي قال لقومه وذويه لا تنفقوا على أصحاب محمد ص ورضي عنهم حتى

8 10 ينفضوا أي يتفرقوا { ولله خزائن السماوات والأرض } أي انه يرزق الخلق كلهم وهو يرزق المؤمنين والمنافقين جميعا

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْۗ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَفۡقَهُونَ} (7)

قوله تعالى : " هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا .

ذكرنا سبب النزول فيما تقدم . وابن أبي قال : لا تنفقوا على من عند محمد حتى ينفضوا ، حتى يتفرقوا عنه . فأعلمهم الله سبحانه أن خزائن السموات والأرض له ، ينفق كيف يشاء . قال رجل لحاتم الأصم : من أين تأكل ؟ فقال : " ولله خزائن السموات والأرض " . وقال الجنيد : خزائن السموات الغيوب ، وخزائن الأرض القلوب ؛ فهو علام الغيوب ومقلب القلوب . وكان الشبلي يقول : " ولله خزائن السموات والأرض " فأين تذهبون . " ولكن المنافقين لا يفقهون " أنه إذا أراد أمرا يسره .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْۗ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَفۡقَهُونَ} (7)

ولما كان هذا داعياً إلى السؤال عن الأمر الذي فسقوا به ، قال مبيناً له : { هم } أي خاصة{[65525]} بواطنهم { الذين يقولون } أي أوجدوا هذا{[65526]} القول ولا يزالون يجددونه لأنهم كانوا مربوطين بالأسباب محجوبين عن شهود التقدير غير محققين بتصريف الأحكام ، فأنطقهم ما خامر قلوبهم من تمني إطفاء نور الله فتواصوا فيما بينهم بقولهم : { لا تنفقوا } {[65527]}أيها المخلصون في النصرة { على من } أي الذين{[65528]} { عند رسول الله } أي الملك المحيط بكل شيء ، وهم فقراء المهاجرين ، وكأنهم{[65529]} عبروا بذلك وهم لا{[65530]} يعتقدونه تهكماً وإشارة إلى أنه لو{[65531]} كان رسوله وهو الغنى المطلق لأغنى أصحابه ولم يحوجهم إلى أن ينفق الناس عليهم ، وما درى الأغبياء {[65532]}أن ذلك{[65533]} امتحان منه سبحانه لعباده - فسبحان من يضل من يشاء - حتى يكون كلامه أبعد شيء عن الصواب بحيث يعجب العاقل كيف يصدر ذلك من أحد ، أو أن هذه ليست عبارتهم وهو الظاهر ، وعبر سبحانه عنهم بذلك إشارة إلى أن كلامهم يؤول إلى إرادة ضر من الله معه توقيفاً على كفرهم وتنبيهاً على أن من أرسل رسولاً لا يكله إلى أحد بل يكفيه جميع ما يهمه من غير افتقار إلى شيء أصلاً ، فقد أرسل سبحانه إليه صلى الله عليه وسلم بمفاتيح خزائن الأرض فأباها{[65534]} وما كفاهم هذا الجنون حتى زادوه ما دل على أنهم ظنوا أن أبواب الرزق تغلق إذا امتنع المنفقون من الناس عن إنفاقهم ، وعبروا بحرف غاية ليكون لما{[65535]} بعده حكم ما قبله فقالوا : { حتى ينفضوا } أي يتفرقوا تفرقاً قبيحاً فيه كسر فيذهب أحد منهم إلى أهله وشغله الذي كان له قبل ذلك ، قال الحرالي{[65536]} : " حتى " كلمة تفهم غاية محوطة يدخل ما بعدها في حكم ما قبلها{[65537]} مقابل معنى " إلى " ، وقال أهل العربية : لا يجر بها إلى آخر أو متصل بالآخر نحو الفجر في

{ حتى مطلع الفجر }[ القدر : 5 ] وحتى آخر الليل ، ولا تقولوا : حتى نصف الليل ، وما درى الأجلاف أنهم لو فعلوا ذلك أتاح{[65538]} الله غيرهم للانفاق ، أو أمر رسوله صلى الله عليه وسلم فدعا في الشيء اليسير فصار كثيراً ، أو كان بحيث لا ينفد ، أو أعطى كلاًّ يسيراً من طعام على كيفية لا تنفد{[65539]} معها كتمر أبي هريرة وشعير عائشة وعكة أم أيمن رضي الله عنهم وغير ذلك كما روي ذلك غير مرة ، ولكن {[65540]}ليس لمن{[65541]} يضل الله من هاد ، ولذلك عبر في الرد عليهم بقوله : { ولله } أي قالوا ذلك{[65542]} واستمروا على تجديد قوله{[65543]} والحال أن للملك{[65544]} الذي لا أمر {[65545]}لأحد معه فهو الآمر الناهي{[65546]} { خزائن السماوات } أي كلها{[65547]} { والأرض } كذلك من الأشياء المعدومة الداخلة تحت مقدرة " إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون " ومن الأشياء التي أوجدها فهو يعطي من يشاء منها ما يشاء حتى من أيديهم ، لا يقدر أحد على منع شيء من ذلك لا مما في يده ولا مما في يد غيره ، ونبه على سوء غباوتهم وأنهم تقيدوا بالوهم حتى سفلوا عن رتبة البهائم كما قال بعضهم : إن كان محمد صادقاً فنحن شر من البهائم ، أشار إلى ذلك بقوله : { ولكن المنافقين } أي العريقين في وصف النفاق .

ولما كان ما يساق إلى الخلق من الأرزاق فيظن كثير منهم أنهم حصلوه بقوتهم ، عبر بالفقه الأخص من العلم فقال : { لا يفقهون * } أي لا يتجدد لهم فهم أصلاً لأن البهائم إذا رأت{[65548]} شيئاً ينفعها{[65549]} يوماً ما في مكان طلبته مرة أخرى ، وهؤلاء رأوا غير مرة ما أخرج الله من خوارق البركات على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينفعهم ذلك ، فمن رأى أن رزقه بيد{[65550]} الخلق فألهاه ذلك عن الله حتى ضيع حقوقه وداهن في دينه فقد برئ من القرآن ،


[65525]:- في ظ: بخالص.
[65526]:- زيد في الأصل: الذي، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[65527]:- زيد في الأصل وظ: أي، ولم تكن الزيادة في م فحذفناها.
[65528]:- من ظ وم، وفي الأصل: الذي.
[65529]:- من ظ وم، وفي الأصل: كانوا.
[65530]:- زيد من ظ وم.
[65531]:- زيد من ظ وم.
[65532]:- من ظ وم، وفي الأصل: إنه.
[65533]:- من ظ وم، وفي الأصل: إنه.
[65534]:- من ظ وم، وفي الأصل: فأماه وقصة ملك الجبال معه صلى الله عليه وسلم.
[65535]:- من ظ وم، وفي الأصل: ما.
[65536]:- زيد من ظ وم.
[65537]:- من ظ وم، وفي الأصل: قبله.
[65538]:- من ظ وم، وفي الأصل: أباح.
[65539]:- زيد من ظ وم.
[65540]:- في ظ وم: من.
[65541]:- في ظ وم: من.
[65542]:- زيد من ظ وم.
[65543]:- من م، وفي الأصل وظ: قولهم.
[65544]:- من م، وفي الأصل وظ: الملك.
[65545]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[65546]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[65547]:- زيد من ظ وم.
[65548]:- من ظ وم، وفي الأصل: رأوا.
[65549]:- من ظ وم، وفي الأصل: ينفعهم.
[65550]:- من ظ وم، وفي الأصل: من يد.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْۗ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَفۡقَهُونَ} (7)

{ هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون }

{ هم الذين يقولون } لأصحابهم من الأنصار { لا تنفقوا على من عند رسول الله } من المهاجرين { حتى ينفضُّوا } يتفرقوا عنه { ولله خزائن السماوات والأرض } بالرزق فهو الرازق للمهاجرين وغيرهم { ولكن المنافقين لا يفقهون } .