الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَلَمَّا رَءَآ أَيۡدِيَهُمۡ لَا تَصِلُ إِلَيۡهِ نَكِرَهُمۡ وَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِيفَةٗۚ قَالُواْ لَا تَخَفۡ إِنَّآ أُرۡسِلۡنَآ إِلَىٰ قَوۡمِ لُوطٖ} (70)

{ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ } أي للعجل { نَكِرَهُمْ } أي : أنكرهم ، ويقال : نكرت الشيء وأنكرته بمعنى واحد . قال الأعشى : وأنكرتني وما كان الذي نكرت من الحوادث إلاّ الشيب والصلعا فجمع المعنيين في وقت واحد .

{ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً } أضمر وأحسّ منهم خوفاً ، وقال مقاتل : وقع في قلبه ، الأخفش : خامر نفسه . الفرّاء : استشعر . الحسن : حدّث نفسه ، وأصل الوجوس الدخول ، وكان الخوف دخل قلبه . قتادة : وذلك أنهم كانوا إذا أتاهم ضيف فلم يأكل من طعامهم ظنوا أنه لم يجئ لخير وأنّه يحدّث نفسه بشرّ .

{ قَالُواْ لاَ تَخَفْ } يا إبراهيم فإنّا ملائكة الله { إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ } قال الوالبي : لمّا عرف إبراهيم أنهم ملائكة خاف أنه وقومه المقصودون بالعذاب ؛ لأن الملائكة كانت تنزل إذ ذاك بالعذاب ، نظير ما في الحجر

{ مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ } [ الحجر : 8 ] أي بالعذاب ، قالت الملائكة : لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط لا إلى قومك .