التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{فَلَمَّا رَءَآ أَيۡدِيَهُمۡ لَا تَصِلُ إِلَيۡهِ نَكِرَهُمۡ وَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِيفَةٗۚ قَالُواْ لَا تَخَفۡ إِنَّآ أُرۡسِلۡنَآ إِلَىٰ قَوۡمِ لُوطٖ} (70)

قوله : { فلما رءا أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة } لم تتقدم الملائكة نحو الطعام بل قبضوا أيداهم ولم يأكلوا ، فنكرهم إبراهيم ، أي أنركهم ، أو استنكر إحجامهم عن الطعام { وأوجس منهم خفية } أوجس ، من الوجس والإيجاس والتوجس ، ومعناه الإدراك أو الإضمار{[2130]} ؛ أي أضمر إبراهيم في نفسه الخوف والفزع منهم ؛ فقد كانوا إذا رأوا الضيف لا يأكل ظنوا به شرا ، فقالت الملائكة : { لا تخلق إنا أرسلنا إلى قوم لوط } لما ادع إبراهيم أمر ضيفانه وأوجس في نفسه منهم خفية ، قالوا له : لا تفزع ولا توجل وكن آمنا ، فإنا ملائكة الله أرسلنا إلى قوم لوط لإهلاكهم .


[2130]:مختار الصحاح ص 710.