الهمزة في { أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ } للإنكار . وقرىء : له جنات ، وذرية ضعاف . والإعصار : الريح التي تستدير في الأرض ، ثم تسطع نحو السماء كالعمود . وهذا مثل لمن يعمل الأعمال الحسنة لا يبتغي بها وجه الله . فإذا كان يوم القيامة وجدها محبطة ، فيتحسر عند ذلك حسرة من كانت له جنة من أبهى الجنان وأجمعها للثمار فبلغ الكبر ، وله أولاد ضعاف والجنة معاشهم ومنتعشهم ، فهلكت بالصاعقة . وعن عمر رضي الله عنه أنه سأل عنها الصحابة فقالوا : الله أعلم ، فغضب وقال : قولوا نعلم أو لا نعلم ، فقال ابن عباس رضي الله عنه : في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين . قال : قل يا ابن أخي ولا تحقر نفسك . قال : ضربت مثلاً لعمل . قال : لأي عمل ؟ قال : لرجل غني يعمل الحسنات . ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله كلها . وعن الحسن رضي الله عنه : هذا مثلٌ قلّ والله يعقله من الناس ، شيخ كبير ضعف جسمه وكثر صبيانه أفقر ما كان إلى جنته ، وإن أحدكم والله أفقر ما يكون إلى عمله إذا انقطعت عنه الدنيا .
فإن قلت : كيف قال { جَنَّةٌ مّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ } ثم قال : { لَهُ فِيهَا مِن كُلّ الثمرات } قلت : النخيل والأعناب لما كانا أكرم الشجر وأكثرها منافع ، خصهما بالذكر ، وجعل الجنة منهما وإن كانت محتوية على سائر الأشجار تغليباً لهما على غيرهما ، ثم أردفهما ذكر كل الثمرات . ويجوز أن يريد بالثمرات المنافع التي كانت تحصل له فيها كقوله : { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ } [ الكهف : 34 ] بعد قوله : { جَنَّتَيْنِ مِنْ أعناب وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ } [ الكهف : 32 ]
فإن قلت : علام عطف قوله : { وَأَصَابَهُ الكبر } ؟ قلت : الواو للحال لا للعطف . ومعناه أن تكون له جنة وقد أصابه الكبر . وقيل : يقال : وددت أن يكون كذا ووددت لو كان كذا ، فحمل العطف على المعنى ، كأنه قيل : أيودّ أحدكم لو كانت له جنة وأصابه الكبر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.