بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَيَوَدُّ أَحَدُكُمۡ أَن تَكُونَ لَهُۥ جَنَّةٞ مِّن نَّخِيلٖ وَأَعۡنَابٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ لَهُۥ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَأَصَابَهُ ٱلۡكِبَرُ وَلَهُۥ ذُرِّيَّةٞ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعۡصَارٞ فِيهِ نَارٞ فَٱحۡتَرَقَتۡۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ} (266)

ثم ضرب مثلاً آخر ، لعمل الكافر والمنافق فقال تعالى :

{ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ( 266 ) }

{ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ } يقول : مثل الكافر كمثل شيخ كبير ، له بستان ، وله أولاد صغار ضعفاء عجزة ، لا حيلة لهم ، ومعيشته ومعيشة ذريته من بستانه { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار لَهُ فِيهَا مِن كُلّ الثمرات وَأَصَابَهُ الكبر وَلَهُ ذُرّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فاحترقت } يعني ريحاً بها نار ، أي فأتته السموم الحارة ، فأحرقت بستانه ، ولم يكن له قوة أن يغرس مثل بستانه ، ولم يكن عند ذريته خير يعينونه ، فيبقى متحيراً ، فكذلك الكافر إذا لقي ربه أحوج ما كان ، فلا يجد خيراً ، ولا يدفع عن نفسه ، ولا يكون له معين ، ولا يعود إلى الدنيا ، كما لا يعود الشيخ الكبير شاباً ، وكان أحوج إليه قوله تعالى { كذلك يُبيّنُ الله لَكُمُ الآيات لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } في أمثاله فتعتبرون .