الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٖ وَمَا كَانَ مَعَهُۥ مِنۡ إِلَٰهٍۚ إِذٗا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهِۭ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} (91)

{ لَّذَهَبَ كُلُّ إله بِمَا خَلَقَ } لانفرد كل واحد من الآلهة بخلقه الذي خلقه واستبدّ به ، ولرأيتم ملك كل واحد منهم متميزاً من ملك الآخرين ، ولغلب بعضهم بعضاً كما ترون حال ملوك الدنيا ممالكهم متمايزة وهم متغالبون ، وحين لن تروا أثراً لتمايز الممالك وللتغالب ، فاعلموا أنه إله واحد بيده ملكوت كل شيء .

فإن قلت : إذاً لا تدخل إلاّ على كلام هو جزاء وجواب ، فكيف وقع قوله لذهب جزاء وجواباً ولم يتقدمه شرط ولا سؤال سائل ؟ قلت : الشرط محذوف تقديره : ولو كان معه آلهة . وإنما حذف لدلالة قوله : { وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إله } عليه . وهو جواب لمن معه المحاجة من المشركين { عَمَّا يَصِفُونَ } من الأنداد والأولاد .