الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَهُوَ يُدۡرِكُ ٱلۡأَبۡصَٰرَۖ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ} (103)

البصر : هو الجهر اللطيف الذي ركبه الله في حاسة النظر ، به تدرك المبصرات ، فالمعنى أن الأبصار لا تتعلق به ولا تدركه ؛ لأنه متعال أن يكون مبصراً في ذاته ، لأن الأبصار إنما تتعلق بما كان في جهة أصلاً أو تابعاً ، كالأجسام والهيآت { وَهُوَ يُدْرِكُ الأبصار } وهو للطف إدراكه للمدركات يدرك تلك الجواهر اللطيفة التي لا يدركها مدرك { وَهُوَ اللطيف } يلطف عن أن تدركه الأبصار { الخبير } بكل لطيف فهو يدرك الأبصار ، لا تلطف عن إدراكه وهذا من باب اللطف .