تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّـٰلِمِينَۚ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ} (27)

{ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } تفسير ابن عباس : قال : " إن المؤمن إذا وضع في قبره ، ورجع عنه أصحابه أتاه ملك فأجلسه ، ثم يقول له : من ربك ؟ فيقول : الله ، ثم يقول : فما دينك ؟ فيقول : الإسلام ، ثم يقول : فمن نبيك ؟ فيقول : محمد ، فيقال له : صدقت ، ثم يفتح له باب إلى النار ، فيقال له : انظر هذه النار التي لو أنك كنت كذبت صرت إليها ؛ قد أعاذك الله منها ، ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقال له : انظر هذه الجنة ، ويعرض عليه منزله فيها ثم يوسع له قبره ، فلا يزال يأتيه من ريح الجنة وبردها حتى تأتيه الساعة{[539]} . وإن الكافر إذا وضع في قبره ، ورجع عنه أصحابه أتاه ملك فأجلسه ، فقال له : من ربك ؟ فيقول لا أدري . ثم يقول له : ما دينك ؟ فيقول : لا أدري ، ثم يقول : من نبيك ؟ فيقول له : لا أدري ، فيقول له : لا دريت . ثم يفتح له باب إلى الجنة فينظر إليها ، ثم يقال له : هذه الجنة التي لو كنت آمنت بالله ورسوله صرت إليها ، لن تراها أبدا . ثم يفتح له باب إلى النار ، فيقال له : هذه النار التي أنت صائر إليها ، ثم يضيق عليه قبره ، ثم يضرب ضربة لو أصابت جبلا . . . {[540]} فيصيح عند ذلك صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين . قال : فهو قوله : { يثبت الله الذين آمنوا . . . } الآية{[541]} " .


[539]:إلى هنا بنحوه أخرجه الطبري في تفسيره (7/449) ح (20765).
[540]:ما بين المعكوفين كشط في الأصل.
[541]:من قوله (وإن الكافر – الخ) بنحوه أخرجه الطبري في تفسيره (7/451) ح (20777).