التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّـٰلِمِينَۚ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ} (27)

قوله تعالى { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء }

قال البخاري : حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال أخبرني علقمة بن مَرثد قال سمعت سعد بن عُبيدة عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا لإله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فذلك قوله { يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } " .

( صحيح البخاري8/229 ك التفسير-سورة إبراهيم ، ب( الآية ) ح/4699م4/2201ك الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، ب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه . . . ) .

قال أحمد : ثنا أبو عامر ، ثنا عباد -يعنى ابن راشد- عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فإذا الإنسان دفن فتفرق عنه أصحابه ، جاءه ملك في يده مطراق فأقعده ، قال : ما تقول في هذا الرجل ؟ فإن كان مؤمنا قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، فيقول : صدقت ، ثم يفتح له باب إلى النار ، فيقول : هذا كان منزلك لو كفرت بربك ، فأما إذا آمنت فهذا منزلك فيفتح له باب إلى الجنة ، فيريد أن ينهض إليه ، فيقول له : اسكن ويفسح له في قبره . وإن كان كافرا أو منافقا يقول له : ما تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فيقول : لا دريت ولا تليت ولا اهتديت ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول : هذا منزلك لو آمنت بربك فأما إذا كفرت به فإن الله عز وجل أبدلك به هذا ويفتح له باب إلى النار ثم يقمعه قمعة بالمطراق يسمعها خلق الله كلهم غير الثقلين " فقال بعض القوم : يا رسول الله ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هبل عند ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } .

( المسند3/3-4 ) ، وأخرجه الطبري ( التفسير 12/591ح20762 ) عن الحسين بن سلمة ومحمد بن معمر البحراني ، كلاهما عن أبي عامر به . وعزاه الهيثمي لأحمد والبزار وقال : ورجاله رجال الصحيح ( مجمع الزوائد3/48 ) . وقال ابن كثير : إسناده لا بأس به ( التفسير4/417 )وقال السيوطي : سنده صحيح( الدر المنثور4/80 ) . وقال محمود شاكر في حاشية الطبري : حديث صحيح الإسناد . وقال الألباني : حديث صحيح ( ظلال الجنة ح865 ) .

قال الطبري : حدثنا محمد بن خلف العسقلاني قال : حدثنا آدم قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } ، قال : ذاك إذ قيل في القبر : من ربك ؟ وما دينك ، فيقول : ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ، جاء بالبينات من عند الله فآمنت به وصدقت . فيقال له : صدقت ، على هذا عشت ، وعليه مت ، وعليه تبعث .

( التفسير 16/596ح20769 ) وأخرجه ابن حبان في صحيحه ( الإحسان7/380-382ح3113 ) والحاكم في المستدرك ( 1/379-380 )وصححه على شرط مسلم ، وأقره الذهبي وذكره الهيثمي في المجمع ( 3/51-52 ) مطولا وقال : رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن ، قال محقق الطبري : خبر صحيح الإسناد . وقال محقق الإحسان : ( إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا } ، أما { الحياة الدنيا } فيثبتهم بالخير والعمل الصالح ، وقوله { وفي الآخرة } ، أي في القبر .