جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّـٰلِمِينَۚ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ} (27)

{ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ } : بالحجة عندهم ، { فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } فلا يزلون عنه بحال ، { وَفِي الآخِرَةِ{[2580]} } : في القبر ، عن ابن عباس ، من دام على الشهادة في الدنيا ، يلقنه الله تعالى إياها في قبره ، { وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ } : لا يلقنهم إياها في قبورهم ، فيقولون في جواب الملكين لا ندري{[2581]} ، { وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء{[2582]} } ، ولا اعتراض .


[2580]:وعن عثمان ابن عفان ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا فرغ عن دفن الميت، وقف عليه وقال: "استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل" أخرجه أبو داود / 12 فتح. [صحيح، أخرجه أبو داود والحاكم وغيرهما، وانظر صحيح الجامع].
[2581]:كما صرح في الصحيح /12. [أخرجه البخاري في "الجنائز"، (1374)].
[2582]:ما يشاء فعله، لا راد لما أراد، لكن لا يفعل باختياره واقتداره، إلا ما فيه حكم ومصالح، ولما قال: "ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء"، ذكر من أحواله وأعماهم ما يدل على أنهم مستحقون للعقاب فقال: "ألم تر إلى الذين بدلوا" الآية / 12 وجيز.