تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{۞وَتَرَى ٱلشَّمۡسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَٰوَرُ عَن كَهۡفِهِمۡ ذَاتَ ٱلۡيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقۡرِضُهُمۡ ذَاتَ ٱلشِّمَالِ وَهُمۡ فِي فَجۡوَةٖ مِّنۡهُۚ ذَٰلِكَ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِۗ مَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِۖ وَمَن يُضۡلِلۡ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ وَلِيّٗا مُّرۡشِدٗا} (17)

{ وترى الشمس إذا طلعت تزاور } أي : تميل { عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم } أي تتركهم { ذات الشمال } قال الحسن : يقول : لا تدخل الشمس كهفهم { وهم في فجوة منه } أي : في فضاء من الكهف .

قال محمد : ( تزاور ) الأصل فيه : ( تتزاور ) فأدغمت التاء في الزاي ، و( تفرضهم ) أصل القرض : القطع والتفرقة ، والقراءة ( تقرضهم ) بكسر الراء وفيه لغة أخرى ( تقرضهم ) بالضم{[643]} .

{ من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا } أي : صاحبا يرشده .

قال محمد : ( المهتد ) وقعت في المصحف في هذا الموضع بغير ياء ، ووقعت في الأعراف بالياء{[644]} ، وحذف الياء جائز في الأسماء ، ولا يجوز في الأفعال .


[643]:قال أبو منصور: قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو "تزاور" بتشديد الزاي، وقرأ الكوفيون "تزاور" خفيفة الزاي، وقرأ ابن عامر ويعقوب "تزور" ساكنة الزاي، مثل: تخمر. وقال الأزهري: ويجوز "تزوار" ولا أدري أقرئ به أم لا، والمعنى في تزاور، تزوار، وتزور واحد، أي تميل فمن قرأ "تزاور" بالتخفيف فالأصل: تتزاور، فحذفت إحدى التائين استفاءا للجمع بينهما. ومن قرأ (تزاور) فالأصل فيه أيضا: تتزاور فأدغمت التاء في الزاي وشددت...ومن قرأ (تزور) فهو من: أزور تزور، وكذلك أزوار، (معاني القراءات ص 264، 265).
[644]:سورة الأعراف آية (178).