الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞وَتَرَى ٱلشَّمۡسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَٰوَرُ عَن كَهۡفِهِمۡ ذَاتَ ٱلۡيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقۡرِضُهُمۡ ذَاتَ ٱلشِّمَالِ وَهُمۡ فِي فَجۡوَةٖ مِّنۡهُۚ ذَٰلِكَ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِۗ مَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِۖ وَمَن يُضۡلِلۡ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ وَلِيّٗا مُّرۡشِدٗا} (17)

قوله{[42380]} : { وترى الشمس إذا طلعت } [ 17 ] إلى قوله : { ولملئت منهم رعبا/ } [ 18 ] .

أي : وترى يا محمد { الشمس إذا طلعت تزاور } أي : تعدل وتميل من الزور وهو الاعوجاج{[42381]} . قال ابن عباس : تزاور تميل يمينا وشمالا{[42382]} .

ثم قال : { وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال } [ 17 ] .

أي : تتركهم{[42383]} ذات{[42384]} الشمال{[42385]} . يقال : منه قرضت موضع{[42386]} كذا ، إذا قطعته فجاوزته ، هذا مذهب البصريين{[42387]} .

وقال الكوفيين : قرضت موضع كذا أي : حاذيته{[42388]} . وحكوا عن العرب : قرضته دبرا وقبلا : وحدوته ذات اليمين والشمال . أي : كنت بحدائه{[42389]} .

وأصل القرض : القطع . ومنه تسمى المقص : مقراضا لأنه يقطع به{[42390]} .

وقال ابن جبير : تتركهم{[42391]} قال قتادة : تدعهم{[42392]} .

قال عكرمة : كان كهفهم في القبلة ، وقال القتبي : كان باب الكهف حذاء بنات نعش فكانت تزاور عن كهفهم إذا طلعت ، وتتركهم إذا غربت{[42393]} .

وقوله : { وهم في فجوة منه } [ 17 ] .

أي : في متسع وفضاء في الكهف{[42394]} .

{ ذلك من آيات الله } [ 17 ] .

أي : ما تقدم من فعل الله لهم من حجج الله [ عز وجل{[42395]} ] على خلقه [ سبحانه ]{[42396]} .

ومن الأدلة التي يستدل بها أولوا الألباب على عظم قدرته وسلطانه{[42397]} .

ثم قال : { ويهد{[42398]} الله فهو المهتد } [ 17 ] .

أي : من يوفقه بالاهتداء فهو المهتدي { ومن يضلل } [ 17 ] أي : عن آياته وأدلته .

{ فلن تجد له وليا مرشدا } [ 17 ] .

أي : لن تجد له يا محمد خليلا ولا حليفا يرشده{[42399]} .


[42380]:ط: "وقوله".
[42381]:ط: "الإعراج" وهو خطأ وانظر: في معنى الزور: مجاز القرآن 1/395 وغريب القرآن 264، وجامع البيان 15/210 واللسان (زور).
[42382]:انظر قوله: في جامع البيان 15/211.
[42383]:ساقط من ق.
[42384]:ط: بذات.
[42385]:وهو قول: ابن جرير، ومجاهد كما سيأتي انظر: تفسير مجاهد 446 وجامع البيان 15/212، والجامع 10/246، والدر 5/376.
[42386]:ق: "... منه قرضت منه موضع" ومنه "الثانية ساقطة من ط.
[42387]:انظر قولهم: في جامع البيان 15/211.
[42388]:ق: "جاذبته" وهو خطأ.
[42389]:انظر: جامع البيان 15/211.
[42390]:وهو قول ابن جرير انظر: جامع البيان 15/211، ومعاني الزجاج 3/273 واللسان (قرض).
[42391]:سبق هذا القول: في بداية تفسير الآية.
[42392]:انظر قوله: في جامع البيان 15/212 والجامع 10/240.
[42393]:انظر قوله: في تأويل مشكل القرآن 9، والجامع 10/240.
[42394]:انظر في هذا المعنى: معاني الفراء 2/137، وغريب القرآن 264 وجامع البيان 15/ 212 ومعاني الزجاج 3/213.
[42395]:ساقط من ق.
[42396]:ساقط من ق.
[42397]:وهو تفسير: ابن جرير انظر: جامع البيان 15/213.
[42398]:ط: "يهدي".
[42399]:وهو تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 15/213.