تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطٗا} (28)

{ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي } قال قتادة : هما الصلاتان : صلاة الفجر ، وصلاة العصر ، وبعدهما فرضت الصلوات قبل خروج النبي من مكة إلى المدينة بسنة { ولا تعد عيناك عنهم } محقرة لهم { تريد زينة الحياة الدنيا } . قال محمد : ومعنى ( لا تعد ) : لا تصرف بصرك عنهم إلا غيرهم .

قال يحيى : نزلت في سلمان الفارسي وصهيب وخباب بن الأرت وسالم مولى أبي حذيفة ، قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أردت أن نجالسك فاطرد عنا هؤلاء القوم .

يحيى : عن أشعث ، عن يعلى بن عطاء ، عن ( بشر ){[653]} بن عاصم ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لذكر الله بالغداة والعشي أفضل من حطم السيوف في سبيل الله ومن إعطاء المال سحا " {[654]} .

يحيى : عن الربيع بن صبيح ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأن أجالس أقواما يذكرون الله بعد صلاة الصبح ، حتى تطلع الشمس أحب إلي من كل ما تطلع عليه الشمس ، ولأن أجالس أقواما يذكرون الله بعد صلاة العصر ، حتى تغيب الشمس أحب إلي من أعتق ثمانية من ولد إسماعيل " {[655]} .

قوله : { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه } يعني : شهوته { وكان أمره فرطا } يعني : تضييعا .


[653]:حرفت في الأصل إلى (عمرو) والصواب ما أثبت كما في "التاريخ الكبير" للبخاري (2/77) ترجمة بشر بن عاصم.
[654]:رواه ابن أبي شيبة في المصنف (7/72)، (8/235) والبخاري في تاريخه الكبير (2/77) ورواه ابن عدى في "الكامل في الضعفاء" (3/534) عن أنس بإسناد ضعيف.
[655]:رواه الطيالسي في مسنده (2104) وابن السني في عمل اليوم والليلة (670) والطبراني في الدعاء (1879) وأبو يعلى في مسنده (7/128/129/154). قلت فيه: يزيد الرقاشي ضعيف. وقال الحافظ: رجاله ثقات إلا الرقاشي، وهو يزيد بن أبان فقد ضعفوه (نتائج الأفكار 3/8) وكذلك ضعفه النووى.