تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ وَٱذۡكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَهۡدِيَنِ رَبِّي لِأَقۡرَبَ مِنۡ هَٰذَا رَشَدٗا} (24)

{ إلا أن يشاء الله } يقول : إلا أن تستثني . قال محمد : المعنى : إلا أن تقول : إن شاء الله ، فأضمر القول ، ذكره أبو عبيد .

وقوله : { واذكر ربك إذا نسيت } قال يحيى : باغنا أن اليهود لما سألت رسول الله عن أصحاب الكهف قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبركم عنها غدا . ولم يستثن ، فأنزل الله هذه الآية{[649]} .

قال الحسن : أمر ألا يقول لشيء في الغيب : إني فاعل ذلك غدا ، دون أن يستثني : إلا أن يشاء الله ، وأمر أن يستثني إذا ذكر ، فكان الحسن يقول : إذا حلف الرجل على شيء وهو ذاكر للاستثناء ، ولم يستثن فلا ثنيا له ، وإن حلف على شيء وهو ناس للاستثناء فله ثنياه ما دام في مجلسه ذلك تكلم أو لم يتكلم{[650]} .

{ وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا } قال محمد : قيل : المعنى : عسى ربي أن يعطيني من الآيات والدلالات على النبوة ما يكون أقرب في الرشد ، وأدل من قصة أصحاب الكهف .


[649]:رواه البيهقي في الدلائل (2/269، 271) عن ابن إسحاق عن رجل من أهل مكة، عن ابن جبير، عن ابن عباس مرفوعا.
[650]:انظر: تفسير الطبري (1/208)، (22992) بنحوه.