تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَيَوۡمَ نُسَيِّرُ ٱلۡجِبَالَ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ بَارِزَةٗ وَحَشَرۡنَٰهُمۡ فَلَمۡ نُغَادِرۡ مِنۡهُمۡ أَحَدٗا} (47)

{ ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة } أي : مستوية ليس عليها بناء ولا عمد . قال محمد : يجوز النصب في قوله : { ويوم نسير }{[663]} على معنى : واذكر يوم نسير الجبال . وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا } يقال : أحضروا ، فلم يغب منهم أحد . قال محمد : يقال : غادرت كذا وغدرته ، أي : خلفته .


[663]:قال ابن خالويه: يقرأ بالتاء والرفع، وبالنون والنصب، فالحجة لمن قرأه بالتاء: أنه جعل الفعل لما لم يسم فاعله، فرفع الجبال، وأتى بالتاء لتأنيث الجبال، لأنها جمع لغير الآدميين، ودليل ذلك قوله تعالى: "وسيرت الجبال فكانت سرابا" (النبأ 20) فمستقبل هذا (نسير) والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه، ونصب الجبال يتعدى الفعل إليها، ودليله قوله تعالى {وحشرناهم فلم نغادر} ولم يقل (وحشروا فلم يغادر) فرد اللفظ على مثله لمجاوزته له أولى وأحسن، (ويوم) منصوب بإضمار فعل، معناه: واذكر يا محمد يوم نسير الجبال، أو يكون منصوبا لأنه ظرف لقوله تعالى {بارزة} أي ظاهرة لا يستتر منها شيء لاستوائها، ويحتمل أن يريد تبرز ما فيها من الكنوز والأموات. 1 هـ (الحجة في القراءات السبع ص 132، 133).