الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَيَوۡمَ نُسَيِّرُ ٱلۡجِبَالَ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ بَارِزَةٗ وَحَشَرۡنَٰهُمۡ فَلَمۡ نُغَادِرۡ مِنۡهُمۡ أَحَدٗا} (47)

ثم قال : { ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة } [ 46 ] .

أي : واذكر يا محمد يوم تسير الجبال ، أي يوم تبس الجبال بسا فنجعلها{[42922]} هباء منبثا { وترى الأرض بارزة } [ 46 ] ، أي : ظاهرة قد اجتنيت{[42923]} تمارها وقلعت جبالها وهدم بنيانها ، قاله مجاهد/وقتادة{[42924]} . وروى أن ذلك في يوم{[42925]} النفخة الأولى .

وقيل المعنى : قد أبرزت من فيها من الموتى الذين كانوا في بطنها فصاروا على ظهرها{[42926]} . فيكون على هذا النسب : أي وترى الأرض ذات بروز .

ثم قال : { وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا } [ 46 ] .

أي : وجمعناهم إلى موقف الحساب فلم نترك منهم أحدا تحت الأرض{[42927]} . فهذا يدل على أن معنى { وترى الأرض بارزة } [ 47 ] تبرز من في بطنها من الموتى على ظهرها .

وعن أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت سمعت النبي صلى الله وسلم يقول : " يحشر الناس حفاة عراة{[42928]} كما بدؤوا ، وقالت أم سلمة : يا سوءتاه يا رسول الله هل ينظر بعضهم إلى بعض ؟ قال : شغل الناس ، قالت قلت : وما شغلهم يا رسول الله ؟ قال : نشروا الصحف فيها متى قيل الدر ومتى قيل الخردل " {[42929]} .


[42922]:ق: "فيجمعلها".
[42923]:ط: "اجتثت".
[42924]:انظر قولهما في جامع البيان 15/257، والدر 5/400.
[42925]:ق: "يوم في".
[42926]:وهو قول ابن جرير، انظر جامع البيان 15/257.
[42927]:وهو قول ابن جرير، انظر جامع البيان 15/257.
[42928]:ق: "حفاتا عراتا".
[42929]:الحديث أخرجه البخاري في الصحيح رقم 6527 (كتاب الرقاق) عن عائشة، ومسلم أيضا رقم 2859 عن عائشة (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها والترمذي في السنن رقم 2539، وابن ماجة في السنن رقم 4286 وأحمد في المسند 1/220 و 6/53، والحاكم في المستدرك 2/438 ولم أجده بالصيغة التي ذكرها المؤلف.