تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَأَمَّا ٱلۡجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَٰمَيۡنِ يَتِيمَيۡنِ فِي ٱلۡمَدِينَةِ وَكَانَ تَحۡتَهُۥ كَنزٞ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَٰلِحٗا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبۡلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسۡتَخۡرِجَا كَنزَهُمَا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ وَمَا فَعَلۡتُهُۥ عَنۡ أَمۡرِيۚ ذَٰلِكَ تَأۡوِيلُ مَا لَمۡ تَسۡطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرٗا} (82)

{ وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما } قال الحسن وقتادة : أي : مال{[678]} { فأراد ربك أن يبلغا أشدهما . . . } إلى قوله { وما فعلته عن أمري } أي : إنما فعلته عن أمر الله { ذلك تأويل } تفسير { ما لم تسطع عليه صبرا }

قال محمد : الأشد يختلف ، فأشد الغلام أن يشتد خلقه ويتناهى في النبات ، يقال : ذلك ثماني عشرة سنة وأشد الرجل : الاكتهال ، وأن يشتد رأيه وعقله وذلك ثلاثون سنة ، ويقال ثمان وثلاثون سنة .

ونصبت ( رحمة ) أي : فعلنا ذلك رحمة ، ويجوز أن يكون على المصدر بمعنى رحمهما بذلك رحمة .

قال يحيى : بلغني أنهما لم يتفرقا حتى بعث الله طائرا ، فطار إلى المشرق

ثم طار إلى المغرب ، ثم طار نحو السماء ثم هبط إلى البحر ، فتناول من ماء البحر بمنقاره وهما ينظران ، فقال الخضر لموسى : أتعلم ما يقول هذا الطائر ؟ يقول : ورب المشرق ورب المغرب ، ورب السماء السابعة ، ورب الأرض السابعة ، ما علمك يا خضر وعلم موسى في علم الله إلا قدر هذا الماء الذي تناولته من البحر في البحر . وذكر لنا أن نبي الله قال : إنما سمي الخضر ، لأنه قعد على قردد بيضاء فاهتزت به خضراء .


[678]:رواه الطبري في "التفسير" (1/269) (2327) ومثله عن عكرمة (23267)، (23268).