تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (55)

{ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذي من قبلهم } من الأنبياء والمؤمنين { وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم } أي : سينصرهم بالإسلام ، حتى يظهرهم على الدين كله ، فيكونوا الحكام على أهل الأديان{[918]} .

يحيى : عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن [ سليم ]{[919]} بن عامر الكلاعي قال : سمعت المقداد بن الأسود يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر ، إلا أدخله الله كلمة الإسلام بعز عزيز أو ذل ذليل ، إما يعزهم الله فيجعلهم من أهلها ، وإما يذلهم فيدينون لها " {[920]} من حديث يحيى بن محمد . { وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون( 55 ) } [ يقول : من أقام على كفره بعد هذا الذي أنزلت ]{[921]} يعني : فسق الشرك .


[918]:في البريطانية [الأوثان].
[919]:هو سليم بن عامر الكلاعي أبو يحيى الحمصي.
[920]:رواه أحمد في المسند (6/4) والبخاري في التاريخ الكبير (20/254، 255)، (601) وفي الشاميين (572)، والحاكم في المستدرك (4/430) عن طريق عبد الرحمن بن يزيد به فذكره بنحوه. وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه. ورواه الحاكم (1/488، 489)، وأبو نعيم (2/123) من حديث أبي ثعلبة الخشني، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. فتعقبه الذهبي بقوله: يزيد بن سنان هو الرهاوي ضعفه، وقال أحمد وغيره: وعقبة نكرة، لا يعرف. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد(8/263) رواه الطبراني (2/58)، (1280) وفيه يزيد بن سنان أبو فروة، وهو مقارب الحديث مع ضعف كثير.
[921]:ما بين [ ] طمس في الأصل وأثبت من البريطانية.