تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (55)

{ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض } الذين كانوا على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليورثنهم أرض المشركين من العرب والعجم { كما استخلف الذين من قبلهم } يعني بني إسرائيل بعد هلاك الجبابرة أورثهم أرضهم وأسكنهم فيها وجعلوا ملوكاً فيها { وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم } وهو الإِسلام ، وقيل : الآية نزلت في رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، والذي ذكره الحاكم أن الآية عامة في الجميع ، وذلك أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصحابه مكثوا بمكة عشر سنين خائفين ، فلما هاجروا وكانوا بالمدينة يصبحون بالسلاح ويمسون فيه حتى قال رجل : ما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع السلاح ، فأنجز الله وعده وأظهره على حرائر العرب وافتتحوا بعد بلاد المشرق والمغرب فذلك قوله : { وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون } الكاملون في فسقهم حيث كفروا تلك النعمة العظيمة